من مناصرة رقمية إلى مناصرة على أرض الواقع: مقابلة مع جمعية Fe-Male

تحديّاتٌ كثيرة واجهتها الحملاتُ المناصرة للمرأة ، أدّت إلى ضعفِ إمكانية وجود نماذج ناجحة في هذا المجال لما فيه من حساسية تتعلّق بحقوق المرأة و النشاط الرقمي في الشرق الأوسط .إلا أنّ جهةً لبنانيةً غير حكومية ، سعت بجهدٍ خاصّ نحو تغيير هذا الواقع .

و بمبادرةٍ  من مجموعةِ نساءٍ ناشطات،  تأسست في العام 2012 منظمة “Fe-Male” ،  وهي منظمةٌ مدنيةٌ لبنانية غير طائفية لا تبغي الربح. جعلت على عاتقها مجموعة أهدافٍ أهمّها :

بناء ُجيلِ جديدٍ من الفتيات الشابات، رفع الوعي ومناصرة عدد من القضايا المرتبطة بحقوق الإنسان والنساء بشكل خاص عبر الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي، تمكين النساء، إضافةً إلى العمل على محاربة تسليع وتنميط النساء في الإعلام والإعلان وتعديل القوانين التمييزية ضدّهن.

 

جلسنا مع  علياء عواضة إحدى مؤسسات Fe-Male في الشرق الأوسط  لمناقشة المناصرة الرقمية وتأثيرها الإيجابي على حقوق المرأة ، و طرحنا عليها مجموعة من الأسئلة و كانت كالتّالي: 

 

١.  ما هي  أكبر التحديات التي تواجه الناشطات/ين العاملين في مجال قضايا المرأة في الشرق الأوسط؟ 
خلافا لغيرها من القضايا التي يمكنُ أن يعملَ الناشط/ة عليها فوراً  ، إنَّ العملَ في مجال قضايا المرأة يتطلب التغلّبَ على الكثير من الحواجز والعوائق قبل الغوص في معالجة القضية الأساسية. لا سيما أنه في الكثير من الأماكن في الشرق الأوسط لا ينظر إلى النساء على أنهن مواطنات، بل ينظر اليهن كسلعة، وبالتالي فإن معظم القضايا المتعلقة بهن لا تعتبر أولوية. بالإضافة إلى ذلك، يشكل التمويل تحديا آخر علينا التغلب عليه باستمرار، لأن القضايا التي تعمل عليها منظمات حقوق المرأة لا تعتبر هامة للبعض، تصبح فرص التمويل محدود للغاية. 

 

٢. كيف تساهم المناصرة الرقمية في تغيير المشهد لحقوق المرأة, تحديدا في الشرق الأوسط؟
الأدوات الرقمية ليست بالشيء الجديد بالنسبة لنا، فنحن نستخدمها منذ أكثر من 6 سنوات ولكن الطريقة التي نستخدم بها هذه الأدوات قد تغيرت بالتأكيد. فمثلاً لم نعد نستخدم أدوات وسائل الإعلام الاجتماعي لمجرد رفع مستوى الوعي، بل أصبحنا نعتمدها كوسيلة إضافية لإتمام حملاتنا . لقد أطلقنا العديد من الحملات الناجحة حصرا عبر الإنترنت مثل حملة بعنوان «مش بالتسليع… منتجك ببيع!» التي تضيء على تسليع المرأة  في الإعلام والإعلان. الحملة بدأت الكترونياً  مع نشر فيديوهات ورسوم كاريكاتورية. 
وهناك طريقة أخرى ساهمت فيها المناصرة الرقمية لتحقيق أهدافنا؛ وذلك من خلال قوة وسرعة التواصل مع مجتمعنا.
اليوم يمكننا الوصول إلى أي سياسي، أي صانع قرار من خلال كبسة زر.  و هذا شيء لم نكن نحلم به من قبل! والمميز في هذه الأدوات أن التواصل ليس مباشراً فحسب بل على مرأى الجميع، و هذا يؤثر على الأشخاص الذين نتواصل معهم كي يكونوا أكثر إنفتاحاً وشفافية بالنسبة لمواقفهم من قضية معينة.

 

٣. في عصر النشاط الرقمي، هل تشعرين بأن الحملات الإلكترونية أكثر عرضة لجذب الناس و النجاح من الحملات التي تحصل على أرض الواقع؟
اليوم لم يعد ننظر إلى المناصرة على مناصرة إلكترونية مقابل مناصرة على الأرض فنحن بحاجة إلى أن ننظر إلى الصورة الأكبر ونفكر إستراتيجياً كيف تنجح حملتنا من خلال الأدوات المختلفة الموجودة لدينا، سواء كانت إلكترونية أم لا. لذا علينا أن نأخذ بعين الاعتبار عدة أمور:
-.من هو جمهورنا؟ ما هي اهتماماتهم وأولوياتهم وكيف تؤثر حملتي على هذه الأولويات؟
• قد تكون قضيتي إعطاء جنسية الأم لأبنائها  ولكن جزءا كبيرا من مؤيدي يعملون أو لديهم مسؤوليات منزلية وهذا يصعب عليهم المشاركة في اعتصام . معرفة هذا الأمر يدفعنا إلى إعادة تقييم استراتيجية حملتنا لمعرفة ما هي المنصة (وسائل الاعلام الاجتماعية / مظاهرة ..)  التي ستجذب معظم المشاركين.  قد تكون مزيج من الاثنين وهذا لا يعني أن واحدة أفضل من الأخرى. يعتمد الأمر على معرفة ما الذي ينفع قضيتنا وجمهورنا خلال هذه الفترة من الزمن.
- ما الذي أحاول تحقيقه؟
• هل أتطلع إلى جمع التوقيعات على عريضة؟ أم أريد من السياسيين زيادة حصة مشاركة المرأة في السياسة؟ وجود رؤية واضحة لما نريد تحقيقه يسهل الاستفادة من الأدوات المختلفة الموجودة لدينا. لا توجد جدوى لجمع التوقيعات إن لم نعرضها على صانعي القرار، وليس هناك هدف من وجود إعجابات لصفحتنا على الفايسبوك إذا كانت هذه الإعجابات لا تؤدي إلى تفاعل مع حملاتنا.
لهذا أن أؤمن بأن المناصرة لا تنحصر في عالم الإنترنت فحسب حتى ولو أن هذا العالم يبدوا جذاباً أكثر لإطلاق حملات.

 

٤. ما هي بعض التحديات المناصرة الرقمية ؟
المناصرة الالكترونية  تخلق مساحة آمنة للناس للتعبير عن آرائهم وإظهار دعمهم،  ولكن الأمن الرقمي يبقى تحدياً كبيرا. سرعة العالم الرقمي تضعنا في مواقف نحن لسنا مدربين على التعامل معها، فمثلاً قبول الصداقات الوهمية و خصوصية بياناتنا الشخصية ليست من المواضيع التي ندرسها في الجامعات. كي نكون مدركين و حذرين في تعاملنا مع العالم الافتراضي يجب علينا أن نبقى مطلعين على كل ما هو جديد في هذا العالم. 
وفرة الأدوات الرقمية للناشطين يعتبر أيضاً تحديا لأن علينا انتقاء الأدوات التي تناسبنا فعلاً وفي بعض الأحيان قد يتطلب هذا الأمر الكثير من الوقت. 

 

٥. ما هي النصائح  التي تقدمينها لمن يرغب في دخول عالم المناصرة ؟
• ليس من الضروري أن تلقب/ي بالناشط/ ة كي تكون/ي صانع/ة تغيير. يجب على الجميع أن يفعلوا ما بوسعهم بغض النظر عن إذا كان عملاً صغيراً أو كبيراً.
• درب/ي نفسك على إكتساب المهارات التي التي تخولك للتعامل والتفاعل مع الآخرين.
• إفهم/ي قضيتك جيداً و حاول/ي النظر إليها من منظار المعترضين عليها أيضاً. دائما كن/ي صادق/ة مع نفسك وجمهورك.

 

٦. ما هي بعض الأدوات / والتطبيقات التي يعتمد عليها النشطاء في الشرق الأوسط، وما هي المهارة التي تعتقدين أن النشطاء يجب أن يتقنوا؟
إن  الواتساب هي واحدة من الأدوات الأكثر شيوعا للمناصرة في المنطقة. معرفة كيفية استخدام الهاتف المحمول الخاص بك كأداة للنشاط هي واحدة من أسهل الطرق لإيصال رسالتك. تعلم/ي أساسيات تحرير الفيديو مهم جداً لأنه يمكن تحويل محتوى ممل إلي مواد جذابة.
هل ترغب/ين في إطلاق حملتك الخاصة؟ اطلع/ي على دورة "الوصول إلى وسائل الإعلام لنشطاء حقوق الإنسان" المجانية.

 

إن  الواتساب هي واحدة من الأدوات الأكثر شيوعا للمناصرة في المنطقة. معرفة كيفية استخدام الهاتف المحمول الخاص بك كأداة للنشاط هي واحدة من أسهل الطرق لإيصال رسالتك. تعلم/ي أساسيات تحرير الفيديو مهم جداً لأنه يمكن تحويل محتوى ممل إلي مواد جذابة.
هل ترغب/ين في إطلاق حملتك الخاصة؟ اطلع/ي على دورة "الوصول إلى وسائل الإعلام لنشطاء حقوق الإنسان" المجانية.