نصائح للصحافيين عند تغطية كوفيد١٩

بقلم ميراج شودري | 16 مارس 2020

“لا نواجه وباءً فحسب، بل وباء معلومات أيضًا” -  تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.

اِطلع على هذه النصائح الواردة في حوار الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية مع توماس أبرهام، وهو صحفي صحة مُحنك، وخبير بالأمراض المعدية والأمن الصحي العالمي، ومؤلف “وباء القرن الحادي والعشرين: حكاية سارس” و”شلل الأطفال: أوديسة الفتك“.

تُغطي “كارولاين تشين” ملف الرعاية الصحية لـ”بروبوبليكا”. كانت “تشين” قد نجت من وباء السارس في هونج كونج وهي في عمر الثالثة عشر، وقامت فيما بعد بتغطية السارس والإيبولا من الصفوف الأمامية بمقتضى عملها في الصحافة. في هذه المقالة، تركز تشين في الأسئلة الواجب طرحها عند تغطية COVID-19، وفي كيفية تحري الدقة عند التعامل مع التقديرات والتوقعات والمعلومات سريعة التغير، وفوق كل شيء: في كيفية البقاء آمنين.

كتب جون بوب، وهو مراسل له من الخبرة في قضايا الصحة ما يصل إلى عِقدين من الزمان، 11 نصيحة لتغطية أنفلونزا الخنازير، وهي نصائح من الممكن أن تكون ذات صلة بـCOVID-19. ومن بين أشياء أخرى، تتضمن قائمة النصائح التي يقدمها أهمية الحصول على الحقائق الأساسية أولًا، وعمل خريطة للوباء، والإبقاء على الأشياء بسيطة وموجزة، والتركيز على الوقاية، والانتباه إلى اللغة المستخدمة.

كذلك، قامت شبكة الصحفيين الدوليين بعمل قائمة مُجمعة من النصائح المعنية بتغطية COVID-19، مع نصائح من صحفيين قاموا بتغطية المرض. وفيما يلي النقاط الرئيسية:

  • فهم الحالة المزاجية على الأرض، ثم ترجمها إلى عملك.
  • التركيز على التغطية، وليس التحليل.
  • الانتباه إلى العناوين.
  • تذكر: ليست كل الأرقام دقيقة.
  • تحدث إلى أكبر عدد مختلف من الأشخاص، قدر الإمكان.
  • تجنب الاستعارات العنصرية.
  • التفكير في الطريقة التي تجري بها اللقاءات مع الخبراء.
  • عدم إهمال الموضوعات غير المشوقة.
  • ضع حدودًا لنفسك. أحيانًا يكون من الأفضل أن تقول للمحرر “لا”.
  • عندما تهدأ الأمور، ابق مع القصة.

التحقق من المعلومات المتعلقة بـ COVID-19

قال تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، في مؤتمر ميونخ للأمن الذي انعقد في الـ15 من فبراير، أننا “لا نواجه وباءً فحسب، بل وباء معلومات أيضًا”. وفي هذا العصر الذي يشهد تضليلًا إعلاميًّا ومعلومات مغلوطة وأساطير إلكترونية ونظريات مؤامرة، ربما يستطيع الصحفيون كشف زيف المعلومات الخاطئة، مثل أن المرض ينتقل عبر البضائع المُصنعة في الصين، وأن العلماء هم من قاموا بتطوير COVID-19، أو أنه نشأ في معمل أبحاث بعينه.

ففي مقال حديث، أشارت “بوينتر” إلى أن المواطنين في خمسة بلدان على الأقل ــ من بينهم الولايات المتحدة الأمريكية، والهند، وإندونيسيا، وغانا، وكينيا ــ قد شاهدوا أو قرأوا عن أكذوبة مفادها أن “الحكومة الصينية طلبت من المحكمة العليا إذنًا بقتل 20 ألف شخص مصاب بفيروس كورونا 2019”.

إذا أردت أن تتحقق من المعلومات أو تكشف عن زيف بعضها، يمكنك مطالعة مبادرة الشبكة الدولية للتحقق من المعلومات التي تضم 90 محقق معلومات من 39 دولة مختلفة، يتعانون لمواجهة إعصار الأكاذيب هذا. كذلك، كان تحالف #CoronaVirusFacts / #DatosCoronaVirus قد نشر 558 من مراجعات المعلومات المتعلقة بالمرض بنهاية فبراير. وتمتلك منظمة الصحة العالمية صفحة باسم “صائدو الأساطير” تعمل على كشف زيف الشائعات المتعلقة بفيروس كورونا، إذ تضم صورًا يمكن مشاركتها للجميع، بما في ذلك الصحفيين والمؤسسات الإعلامية. وقد قامت وكالة الأنباء الفرنسية أيضًا بإطلاق مبادرة شبيهة تحمل اسم “مطاردة أساطير فيروس كورونا“. فضلًا عن ذلك، فإن مراجعة النصائح التي تقدمها “فِرست درافت” دائمًا ما تستحق الاطلاع، بما في ذلك مقالتها الأخيرة عن تبطئة انتشار المعلومات المغلوطة،  وهذه المقالة التي تتناول طرقًا سريعة للتحقق من المحتوى الموجود على الإنترنت. 

هناك العديد من المؤسسات الإعلامية حول العالم، التي لا تمتلك فرقًا معنية بالتحقق من المعلومات أو حتى شخص لديه مهارات تساعده في كشف التزييف. وعليه، فإذا صادفت أكاذيب أو معلومات مشتبه بها، تواصل مع الجماعات المعنية بالتحقق من المعلومات، سواء كانت محلية أو إقليمية، بشرط أن تكون عريقة وذات موثوثية، طلبًا للمساعدة. وعادة ما تكون هذه الجماعات نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي بحث دائم عن خيوط أو أدلة. 

التعامل مع الصدمة والضحايا

دائمًا ما نكون بحاجة إلى إيجاد وجوه بشرية، وإلى زيارة المنازل وأماكن العمل، وإلى طرح أسئلة مزعجة على الأشخاص من أجل إتمام قصتنا. لكن في وباء عالمي مثل هذا، يكون الضحايا واقعين تحت تأثير الصدمة، وربما لا تكون لديهم رغبة في أن يتم تحديد هوياتهم أو أن يتحدثوا في مسألة العدوى، حتى أن ذكر اسم المكان الذي يعيشون فيه من الممكن أن ينشر الذعر في ذلك المجتمع، بل ربما يترك إحساسًا أكبر بعدم الأمان لدى عائلة الضحية.

قام مركز “دارت” للصحافة والصدمات بعمل قائمة من المصادر المعنية بتغطية COVID-19، إذ تضم أدلة وقوائم نصائح وإرشادات وأفضل الممارسات ونصائح مُقدمة من خبراء متخصصين فيما يتعلق بإجراء لقاءات مع الضحايا والناجين وكذلك فيما يخص العمل مع زملاء معرضين إلى أحداث صادمة. كذلك، تتضمن مقالة مركز صحافة الصحة هذه دروسًا في إجراء اللقاءات مع الناجين من الصدمات. فيما يلي ملخص بالنصائح:

  • التعامل مع الضحايا باحترام؛ دع الضحية “تدعوك” إلى داخل قصتها.
  • ترك الضحية تتحكم في توقيت ومكان إجراء اللقاء، والسماح بتواجد مقدمي المشورة.
  • الشفافية؛ عبر الحصول على موافقة مسبقة بكيفية تعريف الضحية.
  • مراعاة  الجانب الإنساني؛ اجعل سلامة الضحية أولويتك، ومن ثم يمكن للقصة أن تأتي في المقام الثاني.
  • عدم اثقال النفس بالأسئلة الأكثر صعوبة أولًا؛ تعاطف وأنصت.
  • من الممكن للتعامل المتكرر مع الضحايا الواقعين تحت صدمة أن يؤثر عليك.

النصيحة الأخيرة التي يُقدمها “دارت” هي نصيحة يجدر بنا جميعًا مراعاتها:  
“انتبه لنفسك أيضًا”

ميراج أحمد تشوديري” هو محرر النسخة البنغالية من موقع الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية، ومُشرف على البرامج والاتصالات في مبادرة تنمية الموارد والإدارة، وهي منظمة رائدة في مجال التنمية الإعلامية وعضو الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية في بنجلاديش. يمتلك “تشوديري” خبرة تصل إلى 14 عامًا في الصحافة، وبشكل أكبر في الإذاعة.

نُشرت هذه المقالة في البداية على موقع GIJN "الشبكة العالمية للصحافة الإستقصائية"  لمساعدة الصحفيين والناشطين في الحصول على فهم أفضل لأخطار فيروس كورونا والاحتياطات الواجب اتباعها أثناء تغطية الأخبار. من خلال العمل جنبًا إلى جنب مع الشبكة العالمية للصحافة الإستقصائية ، نحن مهتمون بشكل خاص بالاستماع إلى الصحفيين الإيرانيين، داخل وخارج إيران، الذين يريدون بناء مهاراتهم ويريدون معرفة الموارد التي قد تكون مفيدة. إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن التدريب الصحفي الاستقصائي ، أرسل لنا رسالة على : [email protected]

“ميراج أحمد تشوديري” هو محرر النسخة البنغالية من موقع الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية، ومُشرف على البرامج والاتصالات في مبادرة تنمية الموارد والإدارة، وهي منظمة رائدة في مجال التنمية الإعلامية وعضو الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية في بنجلاديش. يمتلك “تشوديري” خبرة تصل إلى 14 عامًا في الصحافة، وبشكل أكبر في الإذاعة.

دورات ذات صلة

  • 90 دقيقة

    بيانات

    تنظيف وتحليل البيانات

    School of Data

    90 دقيقة

    بيانات

    تنظيف وتحليل البيانات

    School of Data
  • 50 دقيقة

    إعلام

    إجراء التقريب الإعلامي للصحفيين الايرانيين المستقلين

    Rory Peck Trust

    50 دقيقة

المدونات

الانتقال إلى التصفح
0
0
  • الخصوصية
  • الأحكام والشروط