الدفاع عن حرية الإنترنت: نشاط ثلاث منظمات رائدة

تتعرض حرية الإنترنت للتهديد عالميًا بسبب ارتفاع عمليات الحجب والرقابة. وقد أثرت مثل هذه الإجراءات بشكل كبير على قدرة الأفراد على الوصول إلى المعلومات، والتعبير عن أنفسهم بحرية، والتواصل مع الآخرين عبر الإنترنت. لحسن الحظ، هناك منظمات تكافح ضد حجب الإنترنت والرقابة.

في هذه المدونة، سنتعرف على ثلاث منظمات بارزة. شاركت معنا كل من هذه المنظمات الدروس المستخلصة من تجاربها كجزء من دوراتنا الجديدة.

1. راديو أوروبا الحرة/راديو الحرية (RFE/RL)

راديو أوروبا الحرة / راديو الحرية (RFE/RL) هو منظمة إعلامية تعمل على تعزيز القيم الديمقراطية من خلال توفير أخبار دقيقة وغير خاضعة للرقابة في البلدان التي تتعرض فيها الصحافة الحرة للتهديد وتنتشر المعلومات المضللة. تعمل RFE/RL في 23 دولة و ب 27 لغة. وتنشر المنظمة المعلومات دون صنصرة، وتحاول تجاوز الرقابة حيثما وجدت.

في دورة "تخفيف الرقابة على الإنترنت" ،حذر باتريك بوهلر رئيس الاستراتيجية الرقمية في إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي من "وهم الانفتاح" عندما تحجب الحكومات المواقع الفردية.

"كمستخدم، ترى أنه ما زال بوسعك الوصول إلى بقية المواقع على الإنترنت، وتشعر أنك ترى مجمل المعلومات التي تهمك أو تحتاجها. غير أن الرقابة المستهدفة تزيل الناشرين الفرديين من هذا النقاش وتشوهه بشكل حاد. " 

وشدد بوهلر على ضرورة بناء علاقات قوية مع الجمهور وتثقيفه بشكل مستمر حول الأدوات والاستراتيجيات لتجاوز الرقابة.

"ما نفعله أيضًا بالعادة هو أننا ندعو أفرادًا من الجمهور إلى طرح الأسئلة علينا. فإذا كانت لديهم أسئلة، يمكنهم مراسلتنا على أي منصة لا يزال الوصول إليها متاحًا. ونحن نعاين هذه الأسئلة – الشائعة منها – ونحاول الإجابة عنها." 

2. منظمة "في إنتيليخنتي" VE Inteligente

تم إنتاج كلا الدورات "تخفيف الرقابة على الإنترنت" و "تخفيف آثار عمليات حجب الإنترنت" بالتعاون مع مشروع VE sin Filtro عن منظمة "في إنتيليخنتي" VE Inteligente .VE Inteligente هي منظمة فنزويلية تعمل على توثيق ومقاومة الرقابة على الإنترنت منذ عام 2014، والكشف عن الهجمات الرقمية وانقطاع الإنترنت والتعريف بالممارسات الفضلى للأمن الرقمي.

بالإضافة إلى إنتاج الدورة، شاركنا فالنتينا اجوانا وأندريس أزبوروا من VE Inteligente تجاربهم الخاصة مع الإنقطاع الطويل للإنترنت في فنزويلا عام 2019 كجزء من دراسة حالة.

"أهم درسٍ تعلّمناه إذًا هو أن نتوقّع غير المتوقَّع وأن نستعدّ للأسوأ، أي انقطاع الإنترنت والكهرباء على مدى أيامٍ في هذه الحالة. وبعد هذه التجربة، أصبحنا أكثر استعدادًا بكثير، وأصبحت مجتمعاتنا أكثر مرونةً في وجه هذا النوع من انقطاع الكهرباء أو الإنترنت", فالنتينا اجوانا  من VE Inteligente.

شدد فريق المنظمة على ضرورة تعزيز جاهزية المجتمع من خلال رسم السيناريوهات السياسية المرجحة لتحديد احتمالية الإغلاق وإعداد مجموعة أدوات للاتصال الآمن.

"لا تتردد في مشاركة المعارف المكتسبة من هذه الدورة مع الأقارب والأصدقاء والمجتمع المحلي لأنه وكما لاحظت، تعتمد فعالية بعض هذه الحلول المقترحة على مدى تبنيها على مستوى المجتمع المحلي بأسره." أندريس أزبوروا من VE Inteligente 

3. تانل بير Tunnel Bear

TunnelBear هو مزود خدمة الشبكة الافتراضية الخاصة VPN يسمح للمستخدمين بتجاوز الرقابة على الإنترنت. ولطالما دافعت الشركة التي يقع مقرها في كندا عن حرية الإنترنت إلى جانب المنظمات الشريكة. في أوقات الصراع والرقابة، قدمت الشركة غيغابايت إضافية، كما رأينا في فنزويلا وأوكرانيا.

في مقابلة لدورة "تخفيف الرقابة على الإنترنت"، شدد مدير الإنتاج ديف كارولو على ضرورة توخي الحذر عند اختيار خدمة VPN التي تريد استخدامها.

"مع خدمة VPN، عليك دائمًا مراجعة سياسة الخصوصية أولًا لأن أهم شيء يجب النظر إليه هو ما إذا كانت الشبكة تجمع أيًا من بيانات التصفح الخاصة بك وتستعملها بشكل ما. فأنت لا تريد خدمة VPN تجمع بيانات التصفح الخاصة بك على الإطلاق."

منذ أكثر من ست سنوات، أصبحت  تانل بير من أولى خدمات VPN للمستهلكين  التي تنشر مراجعة من شركة تدقيق تابعة لجهة خارجية. تعد مبادرات الشفافية هذه من العوامل التي يجب أن تأخذها في الاعتبار عند اتخاذ قرار بشأن خدمة VPN الخاصة بك.

"ابحث عن خدمة VPN تحتوي على تدقيق أمني يجريه المزودون لخدمتهم وينشرون نتائجه بشفافية، أو على تدقيق الشفافية، وهو نوع آخر من التدقيق الذي يمكن لمزودي VPN القيام به حيث قد يتحدثون عن الطلبات التي يتلقونها من الحكومة للحصول على معلومات المستخدم." ديف كارولو، مدير الإنتاج في تانل بير.

تواصل منظمات ومبادرات مثل في إنتيليخنتي, إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي و تانل بير النضال من أجل إنترنت حر و مفتوح. تساعد هذه المنظمات المجتمعات من خلال توفير معلومات دقيقة، وتعزيز الممارسات الفضلى للأمن الرقمي، وتقديم أدوات لتجاوز الرقابة.

—

دراسات الحالة هذه هي جزء من دوراتنا الجديدة "تخفيف الرقابة على الإنترنت" و "تخفيف آثار عمليات حجب الإنترنت" من أكاديمية حجب الإنترنت. 

تضم  أكاديمية حجب الإنترنت  10 دورات متوفرة بسبع لغات و يدرسها خبراء من منظمات الرائدة. تهدف الأكاديمية إلى تثقيف النشطاء والصحفيين والأفراد المتأثرين باضطرابات الإنترنت والرقابة على الشبكة.